الشخصية الاعتبارية للمنشآت التجارية

كثيراً ما نسمع مصطلح الشخصي الطبيعي والشخصي الاعتباري أو القانوني أو المعنوي؛ فما الفرق بين كل ذلك؟ الشخص الطبيعي كما هو واضح من المسمى هو الإنسان الطبيعي وهذا لا يحتاج إلى بيان. أما مصطلح الشخص الاعتباري أو القانوني أو المعنوي فهو عادة ما يستخدم للإشارة إلى الشركات التجارية بأنواعها المختلفة (ماعدا شركة المحاصة).
والشخص الاعتباري (أو القانوني أو المعنوي) مثله مثل الشخص الطبيعي من حيث كون الاثنين لهما تاريخ ميلاد ولعمريهما نهاية كذلك. فالشخص الاعتباري تكون ولادته ونشأته من تاريخ التأسيس حيث نصت المادة (13) من قانون الشركات على أنه ” تعتبر الشركة من وقت تأسيسها شخصاً اعتبارياً…”، والتأسيس يكون معتبراً بعد إنهاء إجراءات توثيق عقد الشركة لدى كاتب العدل، فتوثيق العقد للشركة هو مثل إصدار شهادة ميلاد للشخص الطبيعي وأما إصدار السجل التجاري فهو مثل إصدار بطاقة الهوية بالنسبة للشخص الطبيعي. وتعتبر الشركة شخصاً اعتبارياً مستقلاً فيما بين الشركاء من تاريخ توقيعهم على عقد التأسيس، إلا أن الشركاء لا يحق لهم الاحتجاج بوجود هذه الشخصية الاعتبارية (الشركة) أمام الغير إلا من بعد استيفاء إجراءات الشهر، ولا يكتفى بتوقيع الشركاء على العقد. والسبب في ذلك هو رغبة المشرع في حماية المتعاملين مع الشركة. غير أن الشركاء لا يجوز لهم الاحتجاج على الغير بوجود الشركة الذي لم يثبت عقد تأسيسها وإنما يحق للغير أن يحتج بوجود الشركة وإن لم يثبت عقد تأسيسها في مواجهة الشركاء إذا كان له في ذلك مصلحة معتبرة.
ولا تنتهي شخصية الشركة الاعتبارية بانقضاء الشركة، بل إن الشخصية الاعتبارية للشركة تستمر حتى بعد انقضاء الشركة إلى حين الانتهاء من مرحلة التصفية وذلك بالقدر اللازم لإنهاء إجراءات التصفية. والتصفية هي عبارة عن فترة زمنية محددة يتم خلالها حصر حقوق والتزامات الشركة عن طريق مصفي يتم تعينه وفقاً للأوضاع المبينة في قانون الشركات، تمهيداً لسداد ما على الشركة من التزامات للغير وتحصيل ما لها من حقوق وبيع ما بقي من أصول الشركة وتوزيع ذلك على الشركاء كل بحسب حصته في رأس المال. والهدف من دخول الشركة في مرحلة التصفية هو الحفاظ على حقوق الغير من المتعاملين مع الشركة التي قد تضيع وتهدر إذا أقفلت الشركة فوراً من دون المرور بمرحلة التصفية، ولأصبح ذلك وسيلة للتهرب من الوفاء بالتزامات الشركة.
وإذا انتهت التصفية وجب على المصفي إعلان انتهاء التصفية والإقرار بأنه قد تم سداد كافة ديوان والتزامات الشركة وعدم وجود ديون مستحقه للغير على الشركة، ويقوم المصفي باستكمال الإجراءات النظامية لشطب السجل التجاري الخاص بالشركة والتالي انتهاء الشخصية الاعتبارية للشركة.